تفسير الشعور بالخوف من الجن في الحلم
الجن كائن خفي لا يظهر أبدا للعين المجردة و لا يمكن استشعار وجوده لأنه طاقة و ليس مادة . ولا يراه في المنام إلا اللذين يؤمنون بوجوده إيمانا قويا و يتشكل وفق نسج خيالهم لذلك يراه البعض مخيفا للغاية لأنه ترسخ في عقلهم الباطن هكذا نتيجة ما سمعوه من حكايات و روايات و أساطير فالبعض يتصوره طائر بشع و آخرون يرونه أعور أو قزم و آخرون يخيل لهم رؤية الجن في صورة ثعبان كبير و الأمثلة متعددة و لكن الحقيقة غير ذلك لأن الخوف من الجن هو شعور بالخوف عموما و لكنه أقصى درجات الخوف تقريبا لأن الرائي يعيش حالة من عدم الإستقرار النفسي و الإجتماعي يسبب له حالة نفسية متأزمة تجعله يرى مناظر و أشباح مخيفة يخيل له على إثرها بأنها عالم الجن أو الأشباح أو الأرواح

تفسير رؤية الجن في المنام في صورة إنسان
مثلما أشرنا في المحاور السابقة فإن تمثل الجن في المنام يأتي وفق معتقداته و خياله و غالبا من نظن في منطقتنا العربية أن الجن يتمثل في هيئة بشرية حتى يتسنى له التواصل معنا . الجن في صورة إنسان هو في الواقع رمز لشخص بعينه موجود بالفعل في حياة الرائي و لكن الرائي لا يعرفه و لا يدركه و ذلك لأسباب مختلفة و الأصل في هذا التأويل هو كلمة جني نفسها التي تعني الخفي من الأشياء أما لماذا يظهر ذلك الشخص كأنه جني فذلك يعود إلى تأثيره أو اهتمامه بالرائي بمعنى أن في حياة الرائي شخص مهم و قريب منه و لكنه لا يعرفه قد يكون قريبا يعيش في الغربة أو شخص يفضل أن يبقى في الظل أو شيئا من هذا القبيل .
مصارعة و ضرب الجن أو قتله في المنام
يعد الجن في هذا السياق رمزا لعدو حرفته المكر أو الحيلة وهو من خلال هذا الحلم يعبر عن صراع حقيقي يدور في اليقظة بين الرائي أو غريمه قد لا يكون صراعا عنيفا أو مشاجرة و لكنه صراع قائم على المكر و الحيلة مثل الصراع على منصب أو مركز أو مال أو سلطة أو شيئا من هذا القبيل فإذا رأى صاحب الحلم في منامه كأنه يضرب الجني فيقتله أو يتغلب عليه ، دل الحلم على فطنة الرائي و ذكائه الحاد و أن أي حيلة أو مكيدة لا تنطلي عليه بسهولة .
رؤية الجن في المنام عند تلاوة القرآن أو قراءة المعوذات
عرف عن الجن في القرآن
بأنه يسترق السمع فإذا رأى شخص في منامه كأنه يتلو القرآن
أو المعوذات و رأى في ذات الوقت كأن نفر من الجن يستمعون إليه بانتباه فذلك تأويله أن الرائي يسعى إلى الخير و العمل الصالح في الدنيا فهو في علاقة جيدة مع ربه و هو يسعى بين الناس بالإحسان ولعل الرؤيا تبشر صاحبها بزيادة في التقوى أو العلم و يدل الحلم كذلك على سمعة الرائي الجيدة بين أهله و عشيرته و ذلك الحلم من الرؤى المحمودة و الباعثة على التفاؤل .
رؤية المس و التلبس و دخول الجن في جسم الإنسان
رغم الاعتقاد الخاطئ في مسألة مس الشيطان أو تلبسه أو دخول الجن في جسم الإنسان أو الحيوان إلا أن المعتقد شائع كثيرا في منطقتنا العربية و البعض يقومون بطقوس خاصة و غريبة لإخراج الجن من جسم الإنسان و كل هذه الممارسات تعد من قبيل الشعوذة أو السحر
و هي لا علاقة لها بالجن في الحلم أساسا لأن الجن ليس من عالمنا و ليس بوسعه أن يتقمص أجسادنا .
أما الأحلام التي يرى فيها النائم كأنه أصابه ضرر من الجن وفق تلك المعتقدات الشائعة فإنه في الواقع يعاني أزمة نفسية حادة أسبابها اجتماعية بالأساس و الصور التي تمثل التلبس و المس هي صور منبثقة من العقل الباطن الذي أصبح عاجزا عن تفسير الاحلام أسباب اليأس و القنوط فيحاول أن يبحث في المخيلة أو المدونة الجماعية عن أسباب و عوامل خارقة مثل القوى الخفية أو الشريرة و التي يمثل عالم الجن إحدى رموزها بل أهمها على الإطلاق
إن الذي يرى في منامه كأنه تحول إلى جني فإنه مكره يزيد و يتعاظم كيده . أما الذي يرى في منامه ساحرا
من الجن فإنه يظفر بسعة في المال
و يصيب من الدنيا ما لم يأتي إلى غيره و لكنه يعيش ظالما لنفسه و أهله .
إن الذي يرى مخلوقات كأنها الجن تقف قرب داره فحلمه يدل على أمور ثلاث : إما هي خسارة أو ضعف أو هو عليه نذرا لم يف به بعد .
أما الذي يرى في منامه كأنه يعلم جمعا من الجن القرآن
أو رأى كأن نفرا من الجن يستمعون إلى تلاوته أو صلاته فذلك تأويله علو شأن و مكانة و لعل التأويل يفيد هنا الإمامة أو الرئاسة أو الملك أو الولاية أو الحكم عموما. لقوله تعالى في سورة الجن الآية الأولى (قل أوحي إلي أنه استمع نفرٌ من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا)
.
تفسير الارواح الشريره في الحلم
إذ نجد أن ابن سيرين يشير فى تفسيره للحالمين برؤية الارواح الشريرة فى المنام أخذ بما ورد عن القرين كما تم قوله فى القرآن والسنة النبوية المشرفة هو شبيهك من الجن الذى يلازمك منذ الولادة حتى الموت حيث حدثنا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عن انه لكل أنسان فينا قرين من الجن وقرين من الملائكة .
فإن رأى النائم كأن الجن دخلت بيته
و أقاموا فيه أو عملوا فيه عملا (سحرا) فإن اللصوص سوف يدخلون بيته
و الأصل في هذا التعبير أن الجن أصحاب مكر و خديعة و احتيال .
أما الشيطان فهو عدو النفس في دينها و دنياها و هو في المنام شخص ماكر و مخادع لا يكترث بشيء ، أما الذي يرى في حلمه كأنه تعرض إلى مس من الشيطان و كان مشتغلا بذكر الله
فإن له أعداء من الإنس يريدون به شرا أو هلاكا و لكنهم لا ينالون من الرائي مرادهم لقول الله تعالى في سورة الأعراف الآية {201}إن الذين اتقوا إذا مسهم طائفٌ من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
فإن رأى صاحب المنام أو صاحبته كأنا شهابا من السماء
يتبع شيطانا أو جنيا فإن الرؤيا تدل على صحة الدين .
أما الذي يرى في منامه كأن شيطانا يخوفه
أو يرعبه فإن الحلم يدل على إخلاص في التقوى و كذلك على أمن الرائي من كل جزع أو خوف
لأن الله يقول في محكم تنزيله إنما ذٰلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين
ومن رأى في منامه شيطانا أو جنيا فرحا مسرورا
فإنه ينشغل بالدنيا و شهواتها و زينتها و يترك أمر دينه و آخرته . ومن رأى في حلمه كأن شيطانا أو جنيا ينزع ثيابه أو لباسه
فإنه يعزل عن ولاية أو تصيبه فاقة و فقر بعد سعة في الرزق و المال
. فإن لم يكن له مالا و رأى كأن الجني أو الشيطان يعريه فإنه يفارق زوجته
أو صاحبته أو امرأة
أحبها و كان يتأهب للزواج
منها . لقوله عز وجل في سورة الأعراف الآية {27} يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ۗ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ۗ إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون
فإن رأى في منامه كأن الشيطان قد مسه فإن عدوه يقذفه بسوء و يغويه أو يفرق بينه و بين صاحبه . وفي بعض التفاسير يدل المس من الشيطان أو من الجن على الفرج و ذهاب الهم و الحزن أو الشفاء من علة أو مرض
لقوله تعالى في صورة (ص) الآية{41}واذكر عبدنا أيوب إذ نادىٰ ربه أني مسني الشيطان بنصبٍ وعذابٍ
و من يرى في منامه كأن الجن أو الشيطان يتبعه فإن له عدوا أو غريما أو خصما يحاول خداعه و يغويه أو شخص يسرق
من ماله لقول الله تعلى في سورة الأعراف الآية{175} واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين
.
أما الذي يرى في منامه كأنه ملك الجن و الشياطين فأصبحوا من الذين يتبعونه و يأتمروا بأوامره فإنه ينال قيادة أو يترأس وظيفة أو يكون له من الخدم الكثير أو يصبح صاحب جاه و ثروة أو يولى أمرا بين الناس ، لقول الله تعالى في سورة الأنبياء (ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذٰلك ۖ وكنا لهم حافظين).
ومن رأى كأنه أمسك بالجن أو الشيطان ثم قيده أو ربط وثاقه فإنه ينال نصرة أو رفعة لقوله تعالى في سورة إبراهيم الآية {49 }مقرنين في الأصفاد
فإن رأى صاحب المنام كأن الجن أو الشياطين تنزل عليه فإنه يرتكب إثما أو يقول كذبا أو يشهد زورا لقوله تعالى في سورة الشعراء (تنزل علىٰ كل أفاكٍ أثيمٍ).
أما الذي يرى في منامه كأنه يناجي الجن و الشياطين فإنه يستشير عدوا و يظاهرهم في أهل الصلاح و التقوى فلا يستطيعون لقوله تعالى في سورة المجادلة الآية {10}إنما النجوىٰ من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ۚ وعلى الله فليتوكل المؤمنون
فإن رأى في منامه كأن الشيطان يعلمه كلاما فإنه ينطق بكلام غير كلامه و يكيد القوم أو ينشر الزيف و الإشاعات بين الناس أو يقول شعرا يغوي به من حوله .
أما الذي يرى في منامه كأنه أمسك إبليس أو قتله فإنه يمكر بماكر و يخدع دجالا أو يفضح مشعوذا فيخلص الناس من فتنه و ألاعيبه